تخيل أنك تكتشف غدَّة داخل جسم المرأة تُشبه بروستاتا الرجال من حيث الشكل والحجم الصغير، لكنّها تؤدي وظائف مهمة في الجهاز التناسلي والبولية. قد تبدو المعلومة غريبة للبعض، ولكنها تفتح أمامنا سلسلة من التساؤلات حول ما هي البروستاتا عند النساء؟ أسباب التهابها وعلاجها.

ما هي البروستاتا عند النساء؟
تُعرف البروستاتا لدى النساء باسم غدة سكين (Skene’s gland) أو الغدد paraurethral، وتُعتبر واحدة من الغدد الصغيرة الموجودة في منطقة الحوض، تحت المثانة وبالقرب من جدار المهبل. يُشار إليها أحياناً بأنها (بروستاتا النساء) لأن لديها وظيفة مشابهة لغدة البروستاتا عند الرجال. صحيح أنه لا يوجد لدى النساء هرمون التستوستيرون بنفس الكمية الكبيرة لدى الذكور، إلا أنهن ينتجن كميات بسيطة تسهم في عمل هذه الغدة. هذه البروستاتا الأنثوية تقع تمامًا أمام الرحم، وتُحيط بجزء من الإحليل (urethra) وتشبه حبة الجوز في شكلها وحجمها الصغير.
وظيفة البروستاتا
تعمل هذه الغدة على إفراز السوائل التي تختلط أحياناً مع السائل المنوي عند الرجل، ورغم أنها موجودة داخل جسم النساء، فإنها تُسهِم في ترطيب مجرى البول وتسهيل التبول. كما يُعتقد أنها تُساعد في حماية الإحليل من البكتيريا المسبّبة للالتهاب.
كلما تقدم العمر قد تتضخم الغدة بشكلٍ طفيف أو يحدث لها احتقان؛ ما قد يؤدي في بعض الحالات إلى الشعور بألم في أسفل البطن أو الحوض. ويرى بعض الخبراء أنّ هذه الغدة جزءًا من الجهاز التناسلي والبولية معًا، وتقوم بوظيفة مهمة للحفاظ على توازن السائل داخل القنوات الأنثوية.
أعراض التهاب البروستاتا البسيط
قد تظهر أعراض التهاب البروستاتا (أو ما يُعرف بـ prostatitis) لدى النساء بشكلٍ مشابه لالتهاب مجرى البول، ومن أهم العلامات:
- صعوبة في التبول وتقطُّع التدفق.
- وجود حرقة أو تهيّج أثناء خروج البول.
- ألم خفيف أسفل البطن أو بالقرب من المهبل.
- الشعور بالحاجة المتكرّرة للتبول، خاصة في الليل.
- تورم أو احتقان موضعي مصحوبًا بألم عند الضغط.
في بعض الحالات، قد تُصاحب هذه الأعراض بألم خفيف خلال الجماع أو بعده، وقد يظهر تورم طفيف حول الإحليل.
أسباب التهاب البروستاتا عند النساء
- البكتيريا: قد تنتقل عبر الإحليل وتسبب التهابًا حادًا أو مزمنًا.
- ضعف الجهاز المناعي: خاصة لدى كبار السن أو عند وجود أمراض أخرى.
- الهرمونات: حدوث تغيّرات في هرمون التستوستيرون أو الهرمونات الأنثوية.
- عوامل وراثية: بعض الحالات لها ارتباط بالخلايا الجينية والأورام الحميدة أو حتى أورام وسرطان نادرًا.
- التقدم في السن: كلما تقدّم العمر، تزداد احتمالية تضخم الغدة (bph لدى الرجال، أما عند النساء فالتضخم أقل شيوعاً).
علاج التهاب البروستاتا عند النساء
- المضادات الحيوية: تُستخدم للقضاء على البكتيريا المسببة للالتهاب.
- تامسولوسين: يوصف أحيانًا لتخفيف صعوبة التبول وتحسين تدفق البول.
- العلاجات الطبيعية: مثل بذور اليقطين وشرب الماء بكثرة لتخفيف حدة الالتهاب.
- الراحة وتجنب المهيّجات: كالتوقف عن شرب الكحول والكافيين المفرط، والحرص على الراحة.
- إجراء فحوصات منتظمة: خاصة عند الشعور بالألم الشديد أو ظهور أعراض أخرى على الجهاز التناسلي أو ضعف الانتصاب.
التهاب البروستات والجماع
بالرغم من أن التهاب البروستاتا يُصيب الرجال بشكلٍ أكثر شيوعاً، فإن وجود غدة مشابهة لدى النساء قد يؤدي أحيانًا إلى ألم أثناء الجماع أو بعده. في الحالات الحادة، قد يسبب الانتصاب عند الرجل ألمًا مضاعفًا إذا كانت الغدة لدى شريكة الحياة ملتهبة أيضًا. وفي بعض الأحيان، يُنصح بالعلاج المشترك وتجنّب أي نشاط جنسي يُفاقم الالتهاب حتى يتم تحقيق الشفاء. من ناحية أخرى، لا يُعتبر التهاب البروستات لدى المرأة عائقًا دائمًا أمام العلاقة، لكنه قد يسبّب إزعاجًا مؤقتًا ويحتاج إلى متابعة وعلاج سريع.
نصائح إضافية
- احرصي على ارتداء ملابس فضفاضة للحفاظ على تدفق الدم بشكلٍ سليم.
- تجنبي التعرض للبرودة الشديدة في الشتاء؛ لأنها قد تزيد من التهابات المسالك البولية.
- في حال وجود الأورام أو ظهور أعراض السرطان، يجب إجراء فحوص متخصصة واكتشاف المرض مبكرًا.
- العناية بصحة الفم والأسنان قد تبدو بعيدة، لكنها تقي من انتقال بعض أنواع البكتيريا التي تصل عبر مجرى الدم.
تعد “بروستاتا النساء”مفهومًا لا يزال بحاجة إلى مزيد من الأبحاث لفهمه بشكل أفضل، لكن إدراك وجودها والعناية بها يساهم في الحد من الالتهابات والمشكلات المزعجة. إذا كنتِ تعانين من أعراض تشبه التهاب البروستاتا أو تودين الاطمئنان على صحتك، فاستشيري مختصًا مؤهلاً.