هل تعلم أنّ غدة البروستاتا بحجم حبة الجوز، تؤثر بشكل كبير على صحة الرجل؟ تقع تحت المثانة مباشرة، وتلعب دورًا مهمًا في إفراز السائل المنوي. في هذا المقال نكتشف ما هو حجم البروستاتا الطبيعي؟ ولماذا قد يهم كل شخص؟

ما هو حجم البروستاتا الطبيعي؟
غدة البروستاتا (Prostate) هي جزء مهم جدًا من الجهاز التناسلي الذكري، تقع أسفل المثانة مباشرةً وفوق عضلات قاع الحوض، ويمرُّ من خلالها الإحليل (قناة مجرى البول). عادةً ما يُقارن حجمها بحبة الجوز أو كرة الغولف الصغيرة، ويبلغ حجمها الطبيعي حدود 3 سم طولاً × 4 سم عرضًا × 2 سمكها تقريبًا، كما يتراوح وزنها السليم بين 15 إلى 25 جرامًا لدى معظم الرجال الأصحاء.
- البروستاتا تلعب دورًا مهمًا في إفراز السائل المنوي وتؤثر أيضًا على تدفق البول عبر المسالك البولية.
- ومع التقدم في العمر، قد يزداد حجمها تدريجيًا (BPH هو المصطلح الشائع لتضخم البروستاتا الحميد).
- القياس الدقيق لحجم البروستاتا يعتمد على الفحص السريري أو التصوير بالسونار، ليتأكد الطبيب من أنها ضمن المعدل الطبيعي ولا يوجد تضخم مقلق أو حالة سرطانية.
ما هو حجم البروستاتا الخطير؟
ليس هناك رقم واحد محدد يشير إلى “حجم خطير” للبروستاتا، إذ إن تضخمها (Benign Prostatic Hyperplasia – BPH) قد يسبب أعراضًا مزعجة دون أن يكون حجمها بالضرورة ضخمًا جدًا. ومع ذلك، عندما تزيد البروستاتا عن 30 جرامًا أو تصل إلى حدود 40 جرامًا فأكثر، قد تبدأ الأعراض بالظهور بشكل واضح، مثل:
- ضعف تدفق البول أو صعوبة بدء التبول.
- تقطع البول أو الحاجة للضغط أثناء عملية التبول.
- زيادة عدد مرات التبول نهارًا وليلاً مع عدم الإفراغ الكامل للمثانة.
قد يشير الحجم الكبير جدًا (فوق 80 جرامًا مثلًا) إلى حالة تستدعي تدخلاً علاجيًا جادًا، لكنه ليس دائمًا مؤشرًا على السرطان؛ فسرطان البروستاتا يختلف عن التضخم الحميد وقد يصيب الخلايا بشكل سرطاني دون تضخم مبالغ فيه. لذا يتم فحص مدى انتشار خلاياها للتأكد إن كانت حميدة أم سرطانية.
حجم البروستاتا الطبيعي بالسونار
يعدُّ السونار (الألتراساوند) الطريقة الأولى الشائعة لتقييم حجم البروستاتا. يتم قياس طولها وعرضها وسمكها ليتم حساب حجمها المكعب (بالـ سم مكعب أو مم مكعب)، ويُقارن هذا القياس بالنسبة الطبيعية المعروفة. عادةً:
- يبلغ حجمها الطبيعي بالسونار حوالي 20 إلى 25 سم مكعب لشخص بعمر الثلاثين أو الأربعين.
- يختلف الرقم قليلاً باختلاف السن؛ فقد يزداد الحجم بضع جرامات مع التقدم في العمر (بعد الخمسين أو الستين).
تعد هذه القيم مرجعًا؛ لأن بعض الرجال قد تكون لديهم بروستاتا بحجم أصغر أو أكبر دون أي أعراض مرضية. المهم هو متابعة الأعراض والفحص الطبي المنتظم.
متى تكون البروستاتا متضخمة؟
تكون البروستاتا متضخمة عندما يبدأ حجمها بالتجاوز عن “المعدلات الطبيعية” ويظهر معها أعراض سريرية تؤثر على التبول أو الانتصاب. مع تقدم العمر، تحديدًا بعد سن الأربعين، يبدأ نموها تدريجيًا، وقد تصل إلى ضعف حجمها الأصلي بعمر الخمسين أو الستين.
أسباب التضخم:
- التغيرات الهرمونية التي تحدث لدى الذكور.
- زيادة في نمو الخلايا الداخلية للبروستاتا.
- مرور الشخص بمراحل البلوغ الأولى والبلوغ المتقدم (بعمر الأربعين وما فوق).
الأعراض:
- احتباس البول أو ضعف تدفقه.
- الشعور بعدم التفريغ الكامل للمثانة.
- الحاجة للتبول بشكل متكرر، خاصة أثناء الليل.
هل يمكن أن تعود البروستاتا لحجمها الطبيعي؟
نعم، في بعض الحالات يمكن أن تعود البروستاتا إلى حجمها الطبيعي أو على الأقل تتحسن الأعراض بشكل كبير، خاصة إذا كان التضخم حميدًا (تضخم البروستاتا الحميدة – BPH) وتم التعامل معه مبكرًا. هناك عدة خيارات علاجية، منها:
- التدخل الجراحي: مثل استئصال البروستاتا بالمنظار أو الجراحة المفتوحة في بعض الحالات الشديدة.
- الأدوية: تعمل أدوية معينة على تخفيف الأعراض وتقليل نمو البروستاتا، مثل مثبطات الإنزيم 5-ألفا ومضادات مستقبلات ألفا.
- الأشعة التداخلية (العلاج بالأوعية الدموية): وهو خيار متطور للغاية يتم عبر تدخل بسيط بأشعة تداخلية، إذ يتم سد الشريان المغذي لأجزاء البروستاتا المتضخمة لتقليص حجمها دون الحاجة لجراحة كبيرة. وهذا ما يقدمه الدكتور سمير عبد الغفار كعلاج فعّال يقلل من مخاطر المضاعفات ويسرّع من تعافي المريض.
حجم البروستاتا الطبيعي في سن الخمسين
عادةً ما يزداد حجم البروستاتا مع الوصول إلى عمر الخمسين وما فوق، وقد تصبح أكبر من حبة الجوز المعتادة. فمعظم الدراسات تشير إلى أنها قد تبلغ 30 جرامًا أو أكثر في هذا السن، ويصل حجمها إلى حوالي 35 أو 40 جم لدى البعض. في حين لا تزال بروستاتا أشخاص آخرين ضمن حدود أقل نسبيًا.
- طريقة الحياة: النظام الغذائي الصحي والحفاظ على وزن سليم وممارسة الرياضة تساهم في السيطرة على تضخم البروستاتا وتؤثر بشكل إيجابي على المسالك البولية.
- العمر عامل مهم: التقدم بالسن يحفّز نمو خلايا البروستاتا بشكل تدريجيًا.
- الوراثة: قد يكون للعوامل الوراثية دورٌ أيضًا في سرعة أو مدى تضخمها.
نصائح هامة من الدكتور سمير عبد الغفار
- الحفاظ على نمط حياة صحي: لأن زيادة الوزن وقلة الحركة قد تؤدي إلى تضخمها بسرعة أكبر.
- المتابعة الدورية: الفحص السريري بالسونار أو الرنين المغناطيسي أو تحليل الـ PSA مهم للكشف المبكر عن أي ورم سرطاني أو التهاب.
- العلاج المبكر: إذا تم اكتشاف التضخم في مراحله الأولى، يمكن إيقاف نموه أو تقليله باستخدام أدوية مناسبة أو تدخل الأشعة التداخلية.
- عدم إهمال الأعراض: مثل ضعف التبول أو احتباسه، لأن استمرارها قد يسبب مضاعفات تؤثر على الكلى أو المثانة.
في النهاية، تذكّر أنّ البروستاتا هي غدة حيوية تؤدي دورًا مهمًا في الجهاز التناسلي الذكري، وأي تغيير في حجمها أو شكلها قد يشير إلى حالة تتطلب زيارة الطبيب. الفحص الدوري وتحديد الحجم الطبيعي بالموجات فوق الصوتية (السونار) يساعد على التشخيص المبكر، والعلاج المناسب سواءً دوائيًا أو بالتدخل المحدود مثل الأشعة التداخلية.
ملاحظة: هذا المقال معدّ لأغراض التوعية العامة. يجب دائمًا مراجعة الطبيب المختص وتحديد العلاج المناسب بناءً على التشخيص الدقيق لحالتك الصحية.