متى يكون اختبار دلالة البروستاتا مرتفع؟ هل تعلم أن اختبار دلالة البروستاتا (PSA) قد يكشف أحيانًا عن مشكلة صحية خطيرة دون أن تشعر بأي أعراض؟ تخيّل أن مجرد تحليل دم بسيط قد يوفّر لك فرصة الاكتشاف المبكر لسرطان البروستاتا، ويجنّبك تطوّر الورم إلى مرحلة حرجة تهدد صحتك.
متى يكون اختبار دلالة البروستاتا مرتفع؟
عادة ما يتم قياس مستويات مستضد البروستاتا النوعي (Prostate-Specific Antigen) في مصل الدم بوحدة نانوجرام/مل (ng/mL). ارتفاع هذا التحليل قد يشير إلى وجود مشكلة في غدّة البروستاتا، مثل تضخم البروستاتا الحميد (BPH)، التهاب البروستاتا، أو حتى الإصابة بسرطان البروستاتا.
في حالات عديدة، يرتفع المستوى فوق الحد الطبيعي البالغ عادةً 4 نانوغرام/مل، خصوصًا لدى الرجال فوق سن 50 عامًا أو لدى من لديهم خطر وراثي أعلى للإصابة بسرطان البروستاتا. ومع ذلك، ليس كل ارتفاع في مستوى PSA يعني بالضرورة وجود ورم سرطاني، فقد تكون النتائج المرتفعة ناتجة عن التهاب عابر أو تضخم حميد.
كيف تقرأ تحليل PSA؟
- المستوى الطبيعي: إذا كان أقل من 4 نانوغرام/مل، فهو غالبًا ضمن نطاق الأصحاء.
- المستوى المرتفع (Elevated Level): أي رقم فوق 4 نانوغرام/مل قد يعدّ دلالة على مشكلة، لكن لا يمكن تأكيد وجود سرطان إلا بعد إجراء اختبارات إضافية.
- مستوى جدًّا مرتفع: إذا تعدّت النتيجة 10 نانوغرام/مل، فيُنصَح بمزيد من الفحوصات مثل التصوير بالرنين المغناطيسي أو أخذ خزعة (Biopsy) من غدّة البروستاتا لتحديد السبب بدقة.
الفرق بين Free PSA وTotal PSA
- Total PSA: يشير إلى إجمالي مستوى المستضد البروستاتي النوعي في الدم.
- Free PSA: هو الجزء الحر من هذا البروتين الذي لا يرتبط بأي بروتينات أخرى في مصل الدم.
ارتفاع نسبة Free PSA إلى Total PSA قد يعني أنّ الحالة أقرب إلى تضخم البروستاتا الحميد وليس سرطانًا. أما إذا كانت النسبة منخفضة، فقد تزيد الشكوك باتجاه وجود ورم سرطاني في الخلايا البروستاتية.
متى يجب فحص البروستاتا؟
يُنصح الرجال بإجراء فحص البروستاتا بشكل روتيني بدءًا من سن 50 عامًا، أو حتى قبل ذلك إذا كان لديهم تاريخ عائلي (خطر وراثي) للإصابة بسرطان البروستاتا. الفحص يتضمن اختبار PSA وتحليل دم بسيط، بالإضافة إلى الفحص الرقمي للمستقيم (بالإصبع) من قبل الطبيب المتخصص لتقييم حجم غدة البروستاتا والتأكد من عدم وجود تضخم أو ورم سرطاني لا يمكن استشعاره باللمس.
كم نسبة تحليل البروستاتا الطبيعي؟
غالبًا ما تكون نسبة تحليل البروستاتا الطبيعي (PSA) أقل من 4 نانوغرام/مل للرجال الأصحاء. ومع التقدم في السن، قد ترتفع بشكل طبيعي نظرًا لزيادة حجم غدّة البروستاتا مع مرور السنوات. ومع ذلك، بعض الأطباء يستخدمون قيمًا مرجعية مختلفة حسب العمر، مثل أن يكون المستوى المقبول تحت 2.5 نانوغرام/مل للرجال الأصغر من 50 عامًا.
أنواع تحليل البروستاتا
- Free PSA: يقيس نسبة البروتين الحر غير المرتبط داخل الجسم.
- PSA الكُلّي (Total PSA): يُمثّل إجمالي البروتين الذي تنتجه خلايا البروستاتا.
- النسبة بين Free PSA وTotal PSA: تساعد في التفرقة بين تضخم البروستاتا الحميد وسرطان البروستاتا.
- اختبارات أخرى: قد تشمل التصوير بالموجات الصوتية، التصوير بالرنين المغناطيسي، وحتى الخزعة لتشخيص دقيق.
نسبة الخطر من تحليل PSA
إذا كانت مستويات PSA مرتفعة بدرجة كبيرة (فوق 10 نانوغرام/مل)، فإن احتمال وجود سرطان البروستاتا يكون أعلى. لكن حتى مع ارتفاع PSA، لا يعني ذلك بالضرورة إصابة بسرطان البروستاتا؛ إذ قد تسبّب الالتهابات أو تضخم البروستاتا الحميد زيادة ملحوظة في هذه النتيجة. لذا، يُعدّ اختبار المستضد البروستاتي النوعي مجرد علامة أو دلالة أولية تستوجب إجراء اختبارات (Tests) تشخيصية أخرى في المختبر، أو عن طريق التصوير بالرنين المغناطيسي والموجات الصوتية، وربما خزعة لتحديد المرحلة المرضية بدقة.
أسباب ارتفاع فحص PSA
- سرطان البروستاتا: إنتاجه بكمية كبيرة من الخلايا السرطانية.
- التقدم في السن: عادة يرتفع مع مرور الوقت بسبب نمو الغدة ببطء.
- التهاب البروستاتا: الالتهاب قد يُسبّب ارتفاعًا مؤقتًا في مستوى المستضد.
- تضخم البروستاتا الحميد (BPH): زيادة حجم الغدة بشكل حميد قد يرفع مستوى PSA.
- أسباب أخرى: مثل ممارسة الرياضة العنيفة قبل التحليل، أو الخضوع لفحص المستقيم الرقمي (باإلصبع) قبل أخذ عينة الدم بوقت قصير.
النسبة الطبيعية لتحليل PSA Free
إن النسبة الطبيعية لـFree PSA قد تتراوح بين 10% إلى 25% من إجمالي مستوى الـTotal PSA. كلما كانت نسبة الـFree PSA أعلى، زادت احتمالية أن الحالة حميدة (BPH) أو التهاب، والعكس صحيح. على سبيل المثال، إذا أعاني من تضخم البروستاتا الحميد، فقد تكون هذه النسبة مرتفعة. أمّا إن كانت منخفضة فقد تشير إلى وجود ورم سرطاني.
باختصار، اختبار PSA هو علامة أساسية للكشف المبكر عن سرطان البروستاتا أو تضخمها الحميد. ارتفاعه بشكل ملحوظ لا يعني دائمًا وجود الورم، بل يشير فقط إلى ضرورة الفحص والتشخيص الدقيق. لذا، حافظ على صحتك، وأجرِ التحاليل بانتظام خصوصًا إذا كنت فوق سن الخمسين أو لديك عوامل خطر وراثية، لتحصل على أفضل فرصة للتدخل المبكر والعلاج الناجح.
